GameFi والرسوم المتحركة: كيف تدعم تقنية NFT مشاريع الملتيميديا

مع تطور التكنولوجيا وزيادة الاهتمام بالعملات المشفرة ومشاريع البلوكتشين بدأ مصطلح GameFi الذي يوحد بين الألعاب والتقانات المالية يكتسب شعبية. باتت جاذبية المشاريع GameFi الخارجية تشكل حافزًا لتكامل الرسوم المتحركة والرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) في مشاريع الملتيميديا. تفتح علاقة التعايش هذه آفاقًا جديدة للمطورين ومستهلكي المحتوى على حد سواء. تقول DappRadar إن نسبة نشاط اللعب بألعاب البلوكتشين ازدادت بـ 2000٪ مقارنةً بالعام الماضي، وأن الاستثمار في ألعاب البلوكتشين تجاوز عتبة 2.5 مليار دولار مع استمرار المستثمرين في ضخ رؤوس الأموال في مشاريع جديدة.

ما هو GameFi

GameFi هو ترند جديد الذي يوحد بين عناصر اللعب والتكنولوجيا المالية، مقدمًا للمستخدمين فرصة لتحقيق الدخل من إنجازاتهم بالألعاب حيث يتاح للاعبين ربح توكنات لقاء إكمال مهام معينة في الألعاب، والتي يمكن استخدامها في عمليات تداول أو تحويلها أو الاستثمار فيها. ويصبُ النموذج هذا في إنشاء اقتصاد لامركزي داخل الألعاب. وانعكست مقال CoinDesk آليات تشغيل الـGameFi وغيرها من العمليات المتعلقة بتقنيات مشاريع الملتيميديا.

دور الـNFT في الـGameFi

للرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) دور حيوي في الـGameFi، فهي تمكّن اللاعبين من حيازة الأصول الفريدة بالألعاب. وقد تتخذ التوكنات هذه أشكالاً مختلفة في الألعاب من شخصيات وتصاميم وأسلحة وحتى عوالم متكاملة داخل الألعاب. وتبعث حيازة الرموز غير القابلة للاستبدال الطمأنينة في نفوس اللاعبين كون أن أصولهم فريدة من نوعها وهي قابلة للبيع أو التداول بها. بهذا الشكل، تزيد الرموز غير القابلة للاستبدال الاهتمام بهذه الألعاب، كما أنها تساهم في تشكّل سوق حيث يمكن أن يختلف سعر الرمز بناءً على ندرته والطلب عليه.

تكامل الرسوم المتحركة والرموز غير القابلة للاستبدال

الرسوم المتحركة أداةٌ قوية قادرة على تعزيز تفاعل الجمهور بشكل كبير. عندما يتعلق الأمر بالـGameFi، فإن دور الرسوم المتحركة لا يتوقف عند الترفيه فحسب، بل إنها تصبح جزءًا مهمًا من تجربة التفاعل مع اللاعبين. تمكّن الرموز غير القابلة للاستبدال منشئي الرسوم المتحركة من إنشاء رسوم متحركة فريدة للشخصيات وللتعاويذ في الألعاب ولعناصر أخرى التي يمكن للاعبين اقتنائها والتبادل بها.

وفي وسع المطورين تقديم الرموز غير القابلة للاستبدال في شكل رسوم متحركة فريدة في شخصيات الألعاب على أن تكون متاحة فقط للاعبين معينين، مما يضفي طابعًا شخصيًا على من يمتلك الـNFT هذه ويميّزهم عن غيرهم. كما يجوز للاعبين اقتناء رسوم متحركة مميّزة التي تكون متوفرة خلال فترة زمنية معينة فقط، مما يضفي طابعًا حصريًا وجذابًا لها.

يمكّن تكامل الرموز غير القابلة للاستبدال منشئي الرسوم المتحركة من تحقيق الدخل من عملهم، إضافةً لتحصيل مكافآت من بيعها أو إعادة بيعها، ما ييسر إلى حد كبير الطريق من المنشئين إلى المستهلكين ويساهم في تقدم منشئي الرسوم المتحركة المستقلين.

أمثلة عن مشاريع ناجحة

استعرضت عدة مشاريع تجارب ناجحة لتكامل الـGameFi والرسوم المتحركة والرموز غير القابلة للاستبدال، وأحدها مشروع Axie Infinity، وهي لعبة يجمع فيها اللاعبون شخصيات في شكل الرموز غير القابلة للاستبدال ويقاتلون بعضهم بعضًا. يتسم كل Axie برسوم متحركة وخصائص فريدة من نوعها، ما يجعلها جذابة لهواة الجمع.

Illuvium. مشروع آخر يحاول إنشاء عالم متحرّك غني بالتفاصيل حيث يتاح للمستخدمين جمع مخلوقات مختلفة ومحاربتها، ويتصف كل مخلوق بسمات وخواص تميّزه عن غيره. ويتاح للاعبين كسب توكنات من المشاركة في معارك التي تتسم برسوم متحركة شيّقة.

ومع تقدم تقنية البلوكتشين وتكامل العملات المشفرة في صناعة الألعاب نشأ ترند جديد، وهو GameFi (الألعاب والتمويل) حيث يوفر هذا المجال فرصًا فريدة لتحقيق الربح وتبادل الأصول والمشاركة في الألعاب اللامركزية. لكن للانغماس في عالم ألعاب العملات المشفرة بنجاح لا بد من فهم الجوانب الأساسية فيها واقتناء الأدوات المناسبة. لنلق نظرة على ما لا بد منه للشروع في اللعب وعلى أنواع الرموز غير القابلة للاستبدال التي يستحق وضعها بعين الاعتبار.

المتطلبات الأساسية للمستخدمين

1. بالنسبة لألعاب العملات المشفرة، أول ما لا بد منه هو محفظة موثوقة التي تدعم التوكنات والرموز غير القابلة للاستبدال المطلوبة. ومن المحافظ المشهورة: MetaMask وTrust Wallet وCoinbase Wallet. تتيح هذه المحافظ الاحتفاظ بالأصول المشفرة بأمان والقيام بمعاملات داخل الألعاب بسرعة.
2. ولا بد أيضًا من توافر العملة المشفرة، ولو قليلاً، للشروع في اللعب. ومن العملات الأكثر استخدامًا إثيريوم (ETH) أو التوكنات الخاصة باللعبة، من مثل التوكن SAND باللعبة The Sandbox أو التوكن MANA باللعبة Decentraland. وقد تلزم التوكنات هذه لشراء الرموز غير القابلة للاستبدال، للمشاركة في ألعاب الصالات أو لاستخراج تصاريح مناسبة.
3. من خلال فهم مبادئ التمويل اللامركزي (DeFi) والرموز غير القابلة للاستبدال يمكن تحقيق استفادة قصوى من الإمكانات المتاحة. اطلعوا على مفهوم السيولة، التحصيص وآلية الرموز غير القابلة للاستبدال لأخذ فكرة عن أثرها على مجرى اللعب وعمليات اقتصادية ذات صلة.

أي رموز غير قابلة للاستبدال تسترعي اهتمام

أبطال وشخصيات

غالبًا ما تكون شخصيات الألعاب تقمّص الأدوار (RPG) أصولاً رئيسية فيها حيث يكون في وسع أبطال فريدين ذوي قدرات أو مهارات خاصة أن يؤثروا على مجرى اللعب بشكل ملحوظ وحتى التداول بها. وبعض الألعاب، من مثل Axie Infinity أو Illuvium، تقدم أبطالًا نادرين.

عناصر الـNFT

يمكن استخدام ملابس، قطع أثرية، أسلحة التي تعزز خصائص شخصيات اللعبة بمثابة أصول قيّمة. واستخدامها لا يقتصر على تعزيز تجربة المستخدم في اللعبة فحسب، بل أيضًا يمكن التداول بها في السوق الثانوية. ربما يجدر النظر في ألعاب من مثل The Sandbox أو CryptoKitties حيث تحظى عناصر الـNFT بقيمة ملحوظة. نشرت Spatial عشر أمثلة عن الرموز غير القابلة للاستبدال التي يمكن جمعها والاستثمار فيها، بدءًا من الأعمال الفنية إلى تذاكر الأحداث الافتراضية، وصولاً إلى شخصيات ميتافيرس إلى الأصول الملموسة (RWA) والكثير غيرها.

العقارات والقطع الأرضية

في عوالم الميتافيرس من مثل Decentraland أو Cryptovoxels لا تقتصر حيازة الأراضي على رفع الشأن فحسب، بل إنها تحولت أيضًا إلى مصدر لتحقيق الدخل. فمن خلال تمليك الأراضي الافتراضية يمكن بناء أشياء مختلفة وإقامة أحداث متنوعة وتحقيق الدخل من استئجارها.

الخاتمة

يعد الجمع بين الـGameFi والـNFT نهجًا ثوريًا الذي يغيّر التوقعات التقليدية من ألعاب الفيديو ومشاريع الملتيميديا. والتآزر هذا لا يقتصر على إنشاء محتوى فريد فحسب، بل يفتح أيضًا فرصًا جديدة للمطورين ومنشئي الرسوم المتحركة. ومستقبلاً يمكن التوقع تنفيذ تقنيات البلوكتشين والرموز غير القابلة للاستبدال على نطاق أوسع في عالم الترفيه، مما سيؤدي بدوره إلى إنشاء مشاريع مبتكرة وشيّقة.

لكن لا بد من التعامل مع هذا الأمر بفهم كل التفاصيل ومع نية التعلّم. بإنشاء محفظة مؤمنة وفهم أساسيات الـDeFi والـNFT يمكن مضاعفة التجربة في مجال الـGameFi والاستفادة من المزايا المتوفرة هناك على أكمل وجه. تذكّروا، تحقيق النجاح لا يتوقف على محالفة الحظ فحسب، بل يعتمد أيضًا على دراسة التفاصيل وتوسيع نطاق المعرفة بشكل مستمر والتضلع في المجتمع.