البلوكتشين والذكاء الاصطناعي هما تقنيتان مهمتان تشكلان مستقبل اليوم فعلًا. وتتمتع كلا التقنيتين بإمكانات كبيرة، ويمكنهما تغيير طرق وأشكال العمل بشكل جذري في الصناعات المختلفة. ولكن كيف سيصبح التعامل معهما، وما هي آفاق هذه العملية؟

بلغت قيمة سوق البلوكتشين والذكاء الاصطناعي 230.1 مليون دولار في عام 2021. ومن المتوقع الآن أن تصل إلى 980.7 مليون دولار بحلول عام 2030، كما يتضح من هذه المقالة حول أوجه التآزر بين البلوكتشين والذكاء الاصطناعي في صحيفة Parangat.

الذكاء الاصطناعي هو تقنية تسمح لأجهزة الكمبيوتر بأداء المهام التي تتطلب تفكيرًا ذكيًا. أما البلوكتشين فهو نظام تخزين بيانات لامركزي يضمن شفافية المعلومات وموثوقيتها وأمنها. هيا نلقي نظرة على كيفية ومكان استخدام هاتين التقنيتين اليوم، وما يخبئه مستقبلهما.

  1. في المجال المالي، يُستخدم البلوكتشين لضمان أمن وشفافية المعاملات المالية، وتسريع عمليات التسوية، وإزالة الوسطاء. ويُستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، واكتشاف الاحتيال، والتنبؤ باتجاهات السوق، وإنشاء منتجات مالية شخصية.
  2. في المجال الطبي، يُستخدم البلوكتشين لتخزين المعلومات ومشاركتها، وضمان أمن البيانات الشخصية للمرضى، وإدخال تحسينات على نظام إدارة السجلات الطبية. ويُستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض، وتحليل الصور الطبية، والتنبؤ بالأمراض المحتملة، وإنشاء علاجات فردية.
  3. في الخدمات اللوجستية، يُستخدم البلوكتشين لتتبع عمليات التسليم، وإدارة سلاسل التوريد، وتبسيط عملية إدارة الوثائق، وضمان شفافية سلسلة التوريد بأكملها. ويساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين طرق التسليم، والتنبؤ بالطلبات، وإدارة المخزونات، وتحسين كفاءة العمليات اللوجستية.
  4. في المجال التعليمي، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء برامج تعليمية متخصصة، ودورات تكيفية وتقييم المعرفة، ومساعدة الطلاب على إتقان المواد. ويُستخدم البلوكتشين للتحقق من الإنجازات الأكاديمية، والحفاظ على الدبلومات والشهادات، وضمان حماية حقوق النشر للمؤلفات العلمية.

لقد وجدت تقنية البلوكتشين والذكاء الاصطناعي تطبيقًا واسع النطاق في مختلف الصناعات، مما يساعد في تحسين العمليات التجارية، وضمان أمان البيانات، وتحسين الكفاءة التشغيلية. لكن ما المستقبل الذي ينتظرهما؟ نعتقد أنه رائع. وإليك السبب:

أولًا: سوف يتحسن أمن البيانات، وستوفر تقنية البلوكتشين مستوى عالٍ من أمن المعلومات بفضل اللامركزية والتشفير. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بدوره في تحليل البيانات، وتحديد نقاط الضعف المحتملة في النظام. أجرت الصين، على سبيل المثال، دراسة وكانت نتائجها واعدة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين أمن شبكة البلوكتشين بشكل كبير من خلال تحديد نقاط الضعف المحتملة، وتقديم طرق موثوقة لتحسين الأمان. وقد أظهر نظام BlockGPT كفاءته الفريدة من خلال معالجة المعاملات بمتوسط سرعة 2284 قطعة في الثانية مع الحد الأدنى من الانحراف. وهذا بدوره يجعل BlockGPT النظام المثالي لمراقبة المعاملات في الوقت الفعلي. اقرأ عن هذه الأمثلة وغيرها من أمثلة البلوكتشين والذكاء الاصطناعي في مقالة Forbes.

ثانيًا: ستصبح معظم العمليات آلية. ويمكن دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة البلوكتشين لتحسين كفاءة العمليات التجارية. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء عقود ذكية تعمل تلقائيًا في ظل ظروف معينة.

ثالثًا: سوف تتحسن نوعية صنع القرار. يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات، وتقديم توصيات استنادًا إلى هذه البيانات.

يساهم التفاعل بين البلوكتشين والذكاء الاصطناعي في ظهور حلول مبتكرة جديدة ونماذج أعمال يمكنها تغيير القطاعات والصناعات بأكملها بشكل كبير. ومع تطوير هذه التقنيات، يمكن توقع طائفة أكبر من الحلول والتحسينات المبتكرة في مختلف مجالات النشاط. على سبيل المثال، تُستخدم تقنيات DLT لحماية صحة المستهلك عن طريق تتبع أصل المنتجات. وبالفعل، طبقت 12 شركة من أكبر شركات الأغذية في العالم، مثل نستله ويونيليفر وول مارت، تقنية البلوكتشين لتتبع المنتجات الغذائية. وفي المجال الطبي، ساعد نظام تتبع البلوكتشين في الحد من كمية الأدوية الفاسدة في جميع أنحاء العالم، كما هو موضح في مجلة Forbes.

يكمن سر إطلاق الفرص التكنولوجية الجديدة في التآزر بين البلوكتشين والذكاء الاصطناعي لتحسين الأتمتة والأمن وسلامة البيانات في مختلف الصناعات. وإن الجمع بين التقنيتين، بدعم من الشركات الناشئة المبتكرة والشركات الكبيرة، يمكن أن يحدث ثورة في المشهد التكنولوجي.