شقت تكنولوجيا البلوكشين طريقها في مجالات مختلفة، ومجال التعليم لم يُستثنى من ذلك. ففي الأيام التي نحياها يُقدم البلوكشين للمؤسسات التعليمية فرصة للارتقاء بالعمليات الإدارية، ويجعلها أكثر شفافية وأمانًا، إضافةً للارتقاء بجودة التعليم وتقييم الطلاب. لنلقِ نظرة على دور تكنولوجيا البلوكشين في إعادة صياغة مفهوم التعليم المستقبلي.

من أبرز صفات البلوكشين في التعليم إمكانية إنشاء أنظمة إدارة لامركزية التي تمكّن من إدارة بيانات الطلاب والمواد التعليمية والاحتفاظ بها بدون وسطاء، مما يضمن شفافيتها وأمانها مستثنيًا محاولات التلاعب بها والتعديل عليها.

كما يجوز استخدام البلوكشين لتيسير عملية التحقق من الشهادات والمؤهلات حيث يمكن تخزين جميع البيانات المتعلقة بالطلاب بعلاماتهم وتفوقهم الأكاديمي في سلسلة كتل، مما يسهّل عملية التقييم واعتماد المؤهلات بحلول انتهاء التعليم.

وبفضل العقود الذكية سيكون في وسع المؤسسات التعليمية أن تقوم بميكنة عمليات عديدة، مثل سجلات الطلاب، والأقساط الدراسية، والتقييمات وحتى إدارة المواد التعليمية، مما يقلل من نسبة الإجراءات البيروقراطية ويساهم في خفض التكاليف الإدارية وزيادة الأداء العام للمدارس والمعاهد والجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية. تناولت Openxcell في مقال لها أمثلة بارزة عن استخدامات البلوكشين في التعليم، والتي يتم تنفيذها بينما تقرؤون هذه سطور. سجلات إلكترونية مؤمنة بوصول سهل إليها، شارات رقمية الدالة على مهارات معينة، إنجازات الطلابالب أو كفاءتهم، منصات التعليم المميكن وحماية حقوق الملكية الفكرية... كل هذا يستخدم بالفعل.

وإننا نشهد بوضوح أن التعليم الحديث قيد التغيير والتطوير المستمر. إن تنفيذ تكنولوجيا البلوكشين سوف يحدث ثورة حقيقية في التعليم خلال السنوات العشر القادمة حيث تستعرض تقنيات البلوكشين إمكاناتها في التعليم بالفعل، وبعد بضع سنوات سيكون أثرها محسوسًا حتى لمن لا يتعلق بها بأي حال. وتقول Forbes Education إن البلوكشين هو العنصر الأساسي لتنسيقات جديدة في التعليم.

أنظمة إدارة بيانات المتعلمين ستكون لامركزية بالكامل، وسيكون عند كل طالب هوية رقمية فريدة يتعذر تزويرها، والتي ستحتوي على جميع إنجازاته التعليمية وشهاداته وأوراقه وسابقة أعمال خاصته. وبفضل البلوكشين ستكون هذه البيانات مؤمنة ومقتصرة على الأطراف المعنية فقط.

وستتم عملية التقييم والتحقق من المؤهلات تلقائيًا وبشكل فوري، وسيتمكن أصحاب العمل من التحقق من المؤهلات التعليمية والمهنية للمتقدمين لحظيًا، ميسرًا عملية التوظيف والتحقق من المؤهلات.

وستكون المواد التعليمية والدورات التدريبية منصة رئيسية للموارد التعليمية اللامركزية. وستمكّن العقود الذكية والتوكنات من دفع الأقساط الدراسية بكل سهولة، إضافةً للمشاركة في برامج المنح الدراسية اللامركزية وتمويل التعليم، وكذا الحصول على مكافآت لقاء الإنجازات الأكاديمية.

كما سيحصل المعلمين على تغذية راجعة حول أدائهم بناءً على مراجعات الطلاب والعقود الذكية، بناءً على جودة تعليمهم ونتائجهم.

ولا شك أن التعليم المعاصر سيُركز على تدريب مهارات الكفاءة الرقمية والتعامل مع العملات المشفرة وتكنولوجيا البلوكشين. وسيكتسب الطلاب مهارات عملية في البلوكشين، مما سيساعدهم على أن يكونوا أكثر تنافسيةً في سوق العمل، ونجاحًا في الاقتصاد الرقمي.

كل هذه التغييرات والتحولات من شأنها أن تجعل مستقبل التعليم مثيرًا ومبتكرًا بالمعنى الحرفي للكلمتين. وللبلوكشين دور بالغ الأهمية بالفعل في مجال التعليم، كما تقر GeeksforGeeks. وعلى مدى السنوات العشر القادمة سيفتح التعليم القائم على البلوكشين آفاقًا وفرصًا جديدة للطلاب وللمعلمين وللمؤسسات التعليمية جاعلاً عملية التعليم أكثر فعاليةً، شفافيةً وإتاحةً للجميع.

تتصف تكنولوجيا البلوكشين بإمكانات هائلة في رقمنة التعليم، معززًا شفافيته وجودته وجعله في متناول الجميع. كما يساهم إدخال تقنيات البلوكشين في مجال التعليم في خفض التكاليف ذات الصلة به وزيادة مستوى الثقة في المؤسسات التعليمية والارتقاء بالمنظومة التعليمية بوجه عام. مع مراعاة كل المزايا الواردة يجوز القول دون أي شك أن تكنولوجيا البلوكشين ستغيّر مجال التعليم دون رجعة وسوف تجعله أكثر حداثة وفعالية.