تحدث أزمة اقتصادية بحكم الطبيعة في السوق، وهي تحل من وقت لآخر، ولكنها بلا شك تغرق الجميع في حالة من الرعب. ولكن حلول الأزمة غير مشترط بتكبد خسائر حتمية لكافة الشركات! بعض الشركات تستغل الوضع وتحدث طفرة نوعية في مسيرتها والارتقاء بمناصب قيادية في مجالات معيَّنة. وهذا بالضبط ما أثبتته جائحة فيروس كورونا: نعم، أُجبرت الجائحة العديد من الشركات على إغلاق أبوابها، ولكن البعض منها وصل نجاحها عنان السماء، وذلك على الرغم من كل العقبات. إذًا، ما الذي يساعد المشاريع التجارية على النجاة من الأزمات وتحقيق النجاح مهما اختلفت الظروف؟ والجواب هو تطبيق نموذج عمل صحيح.
لماذا يلجأ الناس إلى التسويق الشبكي مع حلول أزمة؟
إن التسويق الشبكي هو من أكثر نماذج العمل قابلة للتأقلم بسرعة وسهولة مع الأزمات. فهو عبارة عن نظام مبيعات مباشر حيث يؤدي المشتري دور البائع ورئيس مشروعه الصغير في آن واحد. وفيه يمكن كسب المال بثلاث طرق في آن واحد: نسبة من مشترياتك ومن مبيعاتك ومن المبيعات في بُنيَتك؛ أي من البائعين الذين قمت بدعوتهم. ويعتبر نموذج التسويق الشبكي من النماذج الأكثر قابلية للتطبيق مهما اختلف طبيعة الأزمة، وليس فقط لأن الأرباح فيه متعددة. بل له مزايا مهمة أخرى أيضًا!
الحد الأدنى للاستثمار
في أغلب الأحيان يكون رأس المال الأولي لإطلاق مشروع شبكي ضئيلًا، وبعض المشاريع لا تتطلب سوى بضع دولارات رمزية للاستثمار. وإضافةً لذلك، لا يتطلب التسويق الشبكي تكاليف إضافية لاستئجار مستودع ولا مكتب ولا الاستعانة بالخدمات اللوجستية ولا توظيف محام ولا محاسب، حيث يمكنك تولي الأمور برمتها من المنزل. وهكذا، عندما تقرر إطلاق مشروع التسويق الشبكي، فإنك لا تخاطر بأي شيء، ولا داعي لأخذ قروض أو الاستعانة بمدخراتك. وهو أفضل خيارك عندما تحل أزمة ويكون لكل قرش قيمة.
السيادة والاستقلال
على عكس المشاريع التقليدية، حيث تعتمد الحصيلة على مجموعة متكاملة من العوامل بدءًا من أداء المسوقين وحتى صناعة المنتج النهائي، فإن النجاح في التسويق الشبكي يكون محدد مسبقًا ويعتمد فقط على جهود المرء ودوافعه. ففيه إنك تأخذ وتبيع منتجات جاهزة لشركات معروفة والتي أثبتت جدارتها لدى شريحة معينة من الجمهور، وبالتالي لا تقلق بشأن الطلبات والترندات والظروف الخارجية وإلخ. خذ راحتك في التركيز بشكل متكامل على ترويج المنتجات والمبيعات، وبالتالي التخلص من جزء كبير من الالتزامات.
إطلاق مشروع تجاري على وجه السرعة
عمومًا يستغرق إطلاق مشروع تجاري ما بين 3 حتى 6 شهور، وذلك لتغطية تكاليف الإطلاق وكسب الأرباح. والأمور تكون ميسرة أكثر بالنسبة للمشاريع التسويق الشبكي، لأنك في البداية لا تستثمر شيئًا فيه، باستثناء وقتك. وبالتالي، تتوقف سرعة نمو مشروعك عليك فقط، وعلى استعدادك للتعلم وإقامة العلاقات المفيدة وإنشاء الإعلانات وإلخ.
نظام تدريبي
بالحديث عن التدريب! بفضل نظام تدريبي دقيق لا تستغرق الشركات القائمة على أساس التسويق الشبكي كثير من الوقت منذ تسجيلها وحتى تنفيذ أولى مبيعاتها. ونظام إرشادي أيضًا يحظى بشعبية واسعة في مشاريع التسويق الشبكي، حيث يجرى رجال أعمال متمرسون ندوات مجانية عبر الإنترنت للمبتدئين، وفي بعض الأحيان يجتمعون ويعملون معهم ميدانيًا. ولكل عضو جديد في شركة التسويق الشبكي يتم تعيين مرشد ليجيب عن استفساراته ويحفزه ويتبادل الخبرة معه.
ما يجب معرفته أيضًا حول التسويق الشبكي
بالإضافة إلى أن مشاريع التسويق الشبكي تقدم فوائد فردية، فإن تطبيق هذا النموذج يساعد أيضًا في التعامل مع العواقب المترتبة عن الأزمة. وأهمها البطالة. لأن خلال فترة التدهور الاقتصادي تضطر الشركات التقليدية إلى تقليل عدد موظفيها، في حين أن عدد الشركاء في مشاريع التسويق الشبكي ليس محدودًا. ويشمل التسويق الشبكي أيضًا العمل عن بُعد مئة في المئة، وبالتالي لا يوجد قيود ديموغرافية للخبراء.
كما يمكن دمج التسويق الشبكي مع نوع آخر من المشاريع، وبفضل ذلك يمكنك الاستعداد مسبقًا للأزمة وتؤمن نفسك بمصادر ربح إضافية. وبعد أن تصل مشروع البائع-الشريك نطاق مطلوب ويستقر، يمكن تحويل المصادر هذه إلى المصادر السلبية كليًا. وبالتالي لا مشروع التسويق الشبكي غير مشترط ليدوم مدى الحياة؛ فإنه عبارة عن تأمين طوارئ أكثر من كونه مؤسسة.
ومع ذلك، تواجه التسويق الشبكي صعوبات خاصة به. وبالتالي يناسب هذا النموذج فقط الأشخاص النشطين والمنضبطين لأن تحقيق النجاح فيه، كما ذكرنا سابقًا، يعتمد على صاحبه فقط ولا سواه. وتؤدي المهارات الشخصية دورًا حيويًا في هذا النموذج تحديدًا أكثر من غيره لأنه فيه لا غنى عن الذكاء العاطفي ولا مهارات التفاوض ولا مهارات إدارة الفريق والقيادة ولا غير ذلك الكثير. وبالتالي، إذا كنت مجتهدًا ومنذ فترة طويلة تحلم بالاستقلال المالي ولا تريد الانتظار حتى نهاية الأزمة وتسعى إلى إطلاق مشروعك التجاري الآن، فإن التسويق الشبكي هو الخيار الأمثل لك.