يعتقد الكثيرون أن الخلاص الوحيد لإنقاذ مشروع تجاري من الأزمة هو المال. ولكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، لأنه بغض النظر عن كمية المال التي تمتلكها شركة، فإنها سوف تنفد عاجلاً أم آجلاً. في حين أن القيادة هي مصدر مستدام لرفاهية الفريق بأكمله، وبالأخص للتسويق الشبكي، حيث يعتمد كل شيء حرفيًا على القائد بدءًا من المبيعات إلى تدريب الشركاء الآخرين.

وعلى الرغم من كل المزايا التي تتسم بها شركات التسويق الشبكي، إلا أن أزمة لا تزال تمثل تحديًا بالنسبة لها. وفي ظل الأزمة، تقع مسؤولية رفاهية الشركة بالكامل على عاتق قادة الشركة؛ الطريقة التي يتصرفون بها تؤثر إلى حد كبير على كيف ستواجه بقية الشبكة الأزمة وكيف ستنجو منها. ولا شك أن الميزة الرئيسية لجميع القادة خلال أزمة هو الحفاظ على هدوء الأعصاب. لأن أي مزاج يسبب "تأثيرًا معديًا"، أي أنه ينتقل بشكل لا إرادي إلى المعنيين الآخرين. القائد الذي يستسلم للذعر يزرعه على الفور في جميع أرجاء الشركة.

إذًا، ما هي الصفات والمهارات التي يجب أن يتسم بها قائد التسويق الشبكي ليس لمجرد إنقاذ الشركة من الدمار أثناء الأزمة، بل حتى تحسين أحوالها؟ دعونا نذكر أهمها!

التعاطف والإيثار

وفقًا للعديد من الدراسات، من المرجح أن يتبع الفريق القائد الذي يقدم ملاحظات له بصفة منتظمة، ويعبر عن تعاطفه معه ويهتم بحل المسائل الجماعية والفردية. ففي النهاية، لكي يهتم أفراد الشركة برفاهيتها، يجب أن تعتني الشركة بدورها بهم. لهذا السبب يجب أن يشجع القائد فريقه إلى أقصى حد في ظل أزمة غير مادية ويكثّف الدعم المتبادل والتوحيد العاطفي.

وبالمناسبة، تلعب صفات القيادة مثل القدرة على إيجاد لغة مشتركة مع أي نوع من الناس والإيثار دورًا حيويًا خلال أزمة. وفقًا لدراسة أجراها مركز Hogan، فإن القائد الذي يتسم بهذه الصفات يتسم أيضًا بالاستقرار العقلي وبالتالي يكون أكثر قدرةً للتعامل مع المخاطر وإدارة حالات عدم التقين.

التعلُّم ومحو المعرفة

تنشأ اتجاهات جديدة في السوق يوميًا في عالمنا المعاصر، ولمتابعتها يحتاج المرء أحيانًا إلى المعرفة المناقضة لتلك التي يمتلكها بالفعل. وبالتالي، يجب أن يتعلم القائد الجيد بصفة متواصلة وأن يسعى جاهدًا لتجاوز كفاءاته المهنية الحالية وأن يكون قادرًا أيضًا على نسيان و "التراجع" عن المهارات غير الضرورية حتى العدم. أولًا، بهذه الطريقة إنه يحتفظ بالموارد الداخلية. وثانيًا، إنه يتجنب تناقض معلوماتي. يساعدك ذلك أيضًا على التكيُّف مع المواقف غير المتوقعة بسرعة: بحيث تنسى بلمحة البصر ما هو غير ضروري وتتقن ما هو ضروري وتجد حلًا للأزمة. مختصر القول، السر يسير!

إدارة الوقت والشفافية

تتمحور إدارة الوقت حول قدرتك على التصرف بوقتك بكفاءة وتخطيط المهام بحيث تنجز المزيد وتقلل من التعب. الأمور تبدو جلية ومنطقية... إذًا، من غير القائد يجب أن يعلّم فريقه الالتزام بالمواعيد النهائية يكون انتهاكها محفوفًا بالإفلاس خلال أزمة. بالتالي، يجب أن نتناول موضوع الشفافية بشكل منفصل.

أهم شيء بالنسبة لك خلال أزمة بصفتك قائد هو ألا تختبئ عن فريقك. اعطِ لفريقك مثال كيف يجب العمل في أزمة وابدِ أن العمل مستمر وإقامة الشراكات مستمرة والمبيعات قيد التنفيذ، وإن اختلفت الأمور قليلًا عما كانت عليه قبل الأزمة. أما إذا كنت تعمل عن بُعد مع شبكتك، كما يفعل معظم رواد الأعمال في التسويق الشبكي، فيمكنك زيادة الشفافية بمساعدة ندوات عبر الإنترنت ومؤتمرات الأعمال التجارية واجتماعات فردية تقيمها كلما أمكن ذلك.

الكاريزما والمبادرة

عندما يكون الدافع في وضع الخمول والموارد تنفد وآفاق شركتك تتدهور شئيًا فشئيًا، فمن الصعب للغاية أن تجعل الفريق يواصل متابعة القائد. وهنا يأتي دور الكاريزما. أحيانًا تبقى الكاريزما بمثابة الجسر الوحيد الذي يربط الفريق معًا ولا يجعله ينهار! ففي النهاية، القائد الكاريزمي هو قائد قوي. لأن الآخرون يسعون للاستماع إليه وتقليده، وحتمًا لا يريد أحد أن يخيب أمله ولا يخذله.

كما يجب ألا تتدهور روح المبادرة خلال أزمة. لأن حصيلة الأزمة تعتمد إلى حد كبير على زيادة الإنتاجية. فإذا واصلت تقديم واستعراض مشاريع ومنتجات وخدمات جديدة لشركائك وعملاءك، وقدمت أدوات وأساليب جديدة، فسوف تستمر عجلة الشركة في الدوران ولن يتوقف قلبها عن النبض. ولن يتقى سوى الانتظار حتى تنحسر العاصفة. وخلال هذه الفترة قد تدخل في المزبد من العلاقات التعاونية وتبرم صفقات مربحة.